شاهدت
كالعادة منذ أيام فى قناة إم بى سى 4 برنامج: إنسايد إيديشن.. وهو برنامج
يتابع الأحداث والأخبار المهمة عامة والفنيه خاصة فى الولايات المتحدة
من
إحدى فقرات هذا اليوم فقرة عن فتاة أمريكية من ولاية كاليفورنيا من أسرة
كاثوليكية أسلمت بعد أحداث سبتمبر بأسابيع وأصبحت الآن مديرة لإحدى
المدارس الخاصة الإسلامية فى الولايات المتحدة
الفقره
حيادية بشكل كبير وتتكلم عن الإسلام من خلال الفتاة وأهلها غير المسلمين
كلام جيد جدا ولكن كعادة الأمريكان لابد أن يُدس السم فى العسل بشكل أو
بآخر
ذكر المذيع أن الفتاة ترفض سلوك القاعدة وعندما ترى أحدهم على
شاشة التليفزيون تحس بالغضب.. وسألها عن السبب فقالت لأن هؤلاء بيظهروا
ديني بشكل غير صحيح
كل هذا جميل بل وممتاز ولكن قبل السؤال الموجه
للفتاة أذاعوا لقطة لحديث أحد أعضاء القاعدة وهو الشخص الأمريكي الذى
يدعى: آدم.. الذى أسلم وانضم للقاعدة.. والكثير شاهد هذا التسجيل..
واختاروا جزءا يقول فيه بالتحديد باللغة الإنجليزية طبعاً
"لنذبح أولادهم ونسائهم واحد واحدا....."أنا
صدمت من الفقرة.. لكوني أعلم إن القاعدة فى رسائلهم الإعلامية ليسوا بهذا
الغباء.. وخاصة أنى لم أسمع الكلمة تقال من قبل وإلا كانت صدمتني كما صدمت
عند سماعها
انتظرت إعادة البرنامج وقمت بتسجيله.. وعند مشاهدة التسجيل
تذكرت الفقرة الحقيقية عندما رأيت الترجمة بالعربية من القاعدة المصاحبة
لتسجيل حديث أدم الأمريكي
كانت الفقرة الأصلية تقول
"أنا لا أقول لنذبح أولادهم ونسائهم واحدا واحدا......"بالطبع
هناك فرق كبير فى معنى العبارة بعد حذف "لا" النافية.. ولكن المسئول عن
البرنامج أذاعها بمونتاج لتعطي معنى فظيع وبالتبعية رد فعل أفظع
[size=25]
******* هذه
الحادثة أعادت إلى ذهني جميع أشكال تأثير وسائل الإعلام المختلفة وقيامها
بحجب أو تغيير الحقيقة بأي طريقة سواء فى أمريكا أو عالمنا العربي لنكتشف
اننا جميعا ضحايا لوسائل الإعلام.....
الشعب الأمريكى مسيطر عليه من ميديا يهودية تابعة لإسرائيل أولا قبل بلدها لتؤثر على الرأي العام الأمريكي لصالح المصالح الإسرائيلية
الشعوب العربية مسيطر عليها من خلال حكامهم وإمتلاكهم لوسائل الإعلام ليسيطروا على عقول شعوبهم بالكيفية التى تخدم مصالحهم
ومن
أكاذيب أمريكا عن أسلحة الدمار الشامل العراقية حتى على منبر الأمم
المتحدة عن طريق أحاديث مفبركة يشاهدها العالم جعلت كولن باول بعد فترة
عندما إنكشف زيف تسجيلهم يتوارى خجلا ولكنه خجل إعلامي مزيف أيضا
إلى
أكاذيب الحكومات العربية أثناء تغطية الإنتخابات لتظهر كأن كل الأمور تمام
واللجان مش مقفلة بعسكر السلطة ولا حتى فيه عزوف من الشعوب في المشاركة فى
مهزلة الإنتخابات حتى يخيل أحيانا لبعض من لم يشارك كأنه هو الوحيد الذى
لم يشارك.. بعكس الحقيقة
******* تحولت
وسائل الإعلام الآن من وسائل لإعلام الناس بالأحداث إلى وسائل لإستغلال
الناس وتغيير مفاهيمهم بالزور والبهتان لتحقق مآرب المسيطر على الوسيلة
الإعلامية
و أعتقد الكثير منا شاهد الفيلم الأمريكى
"Wag the Dog"
و
الذى كان عن قيام رئيس أمريكي وأتباعه بتزييف قيام هجوم على الأمريكان فى
بلد ما ووصول القوات الأمريكية لهذا البلد وإنقاذ أهله وعرض هذه الأحداث
بشكل يومي فى وسائل الإعلام لخداع الشعب الأمريكي وحشده خلف رئيسه فى وقت
كان موقفه الداخلي يتدهور قبل الإنتخابات وعلى وشك حدوث فضيحه لهذا الرئيس
إعتقد
الكثيرون وأنا منهم أن وجود إعلام حر وخاص بعيدا عن الحكومات ووجود وسائل
إتصال جعلت العالم كقريه صغيرة واحدة كالإنترنت والفضائيات وغيرها ستجعل
القدرة على فبركة الخبر أو الحدث مستحيلة.. لكن الأحداث التى نراها فى
العالم حاليا تثبت لنا يوما بعد يوم أن هذا وهم.. وأن الإعلام الخاص يملكه
أصحاب مصالح مباشرة او غير مباشرة بالحكومات ورجال السياسة وكل من امتلك
المال أو القوة يستطيع أن يؤثر بشكل أو بأخر فى الخبر والحدث ويجعله قادر
على عرضه بمنظور مختلف عن الحقيقة المجردة ليخدم فقط مصالحه
حتى
الأخبار المتناقلة من أشخاص أو جماعات من خلال الإنترنت والوسائل الحرة
الأخرى يستطيع من إمتلك القوة والمال أن يخفيها أو يغيرها بمرور الوقت
لتخدم أغراضه
إذن.. نحن فى عالم يحكمه فقط من يمتلك المال والقوة.. ويؤثر فيه بقدر ما امتلك من المال والقوة
******* أما
آن لنا كشعوب عربية وإسلامية نمتلك الكثير من المال والأفراد أن نجتمع
جميعا لنوحد قدراتنا من اجل السيطرة على وسائل تتيح لنا التأثير الفعلي
على العالم.. بدلاً من الإكتفاء بالكلام عن كوننا أصحاب حق فقط بدون العمل
على إقرار هذا الحق
أما آن لمن يمتلك الحس الفني والقدرة الإبداعية
والإعلامية أن يفكر ويراعي ضميره قبل أن يزيّف الحقائق عن طريق فيلم أو
خبر لخدمة مصالح رئيسه فى العمل فى المحطه الفضائية او منتج الفيلم أو
أمثالهم
هل سيأتى اليوم الذى نرى فيه هذا؟؟
فلننتظر لعل وعسى نفيق من غفوتنا.. والله المستعان*******